تعد عملية القلب المفتوح من أهم وأخطر العمليات الجراحية التي يجريها أطباء القلب، كما أن مريض السكر يعد من أكثر الأشخاص المعرضين إلى الإصابة بأمراض القلب وقد يحتاج إلى إجراء هذه العملية، ولكن ما هي نسبة نجاح عملية القلب المفتوح لمرضى السكري وما هي المضاعفات التي تترتب عليها؟ وكيف يتم تجنب مخاطرها؟ وغيرها من الأسئلة الشائعة التي يحتاج مريض السكري إلى إجابة عليها، والتي نجيب عليها من خلال هذا المقال، فتابعوا معنا لمعرفة التفاصيل.
ما هي عملية القلب المفتوح لمرضى السكري؟
عملية القلب المفتوح هي عبارة عن إجراء جراحي يقوم به الطبيب المختص، ذلك عن طريق صنع شق في القفص الصدري قد يكون جانبي أو في منتصف الصدر ليظهر القلب أمام الطبيب، ومن هنا يبدأ في إجراء العملية، وهنا يتم توصيل القلب بمضخة خارجية وهي عبارة عن أداة تقوم بوظيفة القلب أثناء تنفيذ الجراحة، وهذه العملية تتم تحت تأثير المخدر الكلي ولأنها من العمليات الخطيرة يتم حجز المريض على الأقل أسبوع للتأكد من استقرار حالته الصحية.
كذلك تعد عملية القلب المفتوح هي عملية متعددة الأغراض، ومن هذه الأغراض علاج أمراض الشرايين التاجية أو النوبات القلبية أو علاج الفشل في عضلة القلب أو لعلاج مرضى الرجفان الأذيني، لذلك نجد أنها تختلف من شخص لآخر من حيث التعافي والمضاعفات وغيرها، أما عن مرضى السكري فإن عملية القلب المفتوح للمصابين بمرض السكري هي من الأمور الخطيرة التي ينبغي توخي الحذر أثناء اتخاذ القرار بها أو أثناء إجراء الجراحة أو حتى بعدها.
نسبة نجاح عملية القلب المفتوح لمرضى السكري
تتوقف نسبة نجاح عملية القلب المفتوح على الغرض منها رغم نسب النجاح المرتفعة التي تتميز بها، قد تجرى العملية من أجل ترقيع الشرايين أو استبدال أحد الصمامات، بالتالي فإن نسبة نجاحها تتراوح ما بين 96%، 98%، لكنها قد تبدو خطيرة وتختلف في نسبة النجاح لدى مرضى السكري وذلك لارتفاع نسبة حدوث مضاعفات خطيرة بعد إجراء العملية، الجدير بالذكر أن أمراض القلب تعتبر السبب الرئيسي والأول الذي يتسبب في وفاة مرضى السكري.
كما أن السبب الذي قد يؤدي إلى إصابة مريض السكري بأمراض القلب هو تصلب الشرايين التاجية أو حالات تراكم نسبة الكوليسترول في الدم والأوعية الدموية وهو ما يسمى بالتصلب العصيدي، بالتالي فإن اللجوء إلى إجراء عملية القلب المفتوح لمرضى السكري تكون بهدف رفع نسبة البقاء على قيد الحياة وتحسين نوعية الحياة أيضًا، وقد تتحدد نسبة نجاح العملية على بعض العوامل التي أظهرتها الدراسات، والتي تبين من خلالها أن مرضى السكري والأمراض المتنوعة يمكنهم الانتفاع من إجراء العملية، ولكن في كل الأحوال.
مخاطر عملية القلب المفتوح لمرضى السكر
يعتبر مريض السكري هو الأكثر عرضةً لمخاطر الجراحة ومن أهم هذه المخاطر ما يلي:
- البقاء في المستشفى لوقت طويل.
- التعرض إلى الوفاة في كثير من الحالات.
- حدوث عدوى من الجرح.
- حدوث مشاكل في وظائف الكلى.
- حدوث مشاكل تنفسية وضعف وظيفي في الجسم.
- الدخول إلى المستشفى مرةً أخرى بعد الخروج.
هذا بالإضافة إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم والتي إذا ارتفعت ارتفاع طفيف قد تسبب كثير من المخاطر وتأخر في نسبة الشفاء، فكلما ارتفعت نسبة السكر كلما كان المريض أكثر عرضةً للخطر، بالتالي فإن نسبة نجاح عملية القلب المفتوح لمرضى السكري هي نسبة غير محددة لتوقفها على عوامل معينة يحددها الطبيب.
مضاعفات عملية القلب المفتوح لمرضى السكري
عندما يقوم مريض السكري بإجراء عملية جراحية فإنه يكون معرض إلى الكثير من المضاعفات بعد العملية، خاصًة إذا كانت عملية قلب مفتوح، لذلك لابد من التعرف على هذه المضاعفات والتي تتمثل في التالي:
تقلبات الجلوكوز
وهذا يعتبر من أهم المضاعفات التي يصاب بها المريض أثناء عملية القلب المفتوح لمرضى السكري، ولذلك لابد من فحص نسبة السكر في الدم من قبل الطبيب المختص لمريض السكري قبل الوجبات وقبل النوم أثناء وجوده في المستشفى، كما يعد فحص نسبة الجلوكوز أثناء الجراحة هو أمر ضروري إذا كانت مدة الجراحة طويلة، كما يتم الفحص أثناء فترة النقاهة وذلك للتأكد من ثباتها حتى يتم التعافي تمامًا.
التفاعلات الدوائية
من المهم أن ننوه على أنه لابد من إخبار الطبيب بكافة الأدوية التي يتناولها المريض قبل إجراء العملية، ذلك لأن دواء الميتفورمين والذي يعمل على موازنة نسب السكر في الدم قد يسبب زيادة في حالة الإصابة بما يعرف باسم “الحماض اللبني”، وهي حالة قاتلة عبارة عن تراكم حمض اللاكتيك في الدم، تؤثر على مرضى ضعف وظائف الكلى وكذلك مرضى السكري، أما المرضى غير المصابين بهذه الأمراض فنادرًا ما يتعرضون لهذه الحالة، لذلك نجد أن الدراسات أثبتت ضرورة التوقف عن تناول الميتفورمين قبل الجراحة بنحو 48 ساعة.
بالإضافة إلى ذلك فهناك الغليفلوزينات وهو من الأدوية التي تسبب حالة قاتلة يطلق عليها الحماض الكيتوني السكري، ومع إجراء الجراحة يحدث تكسير في الدهون بنسبة خطيرة، ومن هنا يبدأ الكبد في إنتاج الكيتونات والتي تتراكم في الدم وتجعله حامضي.
آثار تناول الأنسولين
يعد تناول الأنسولين أيضًا من أهم المضاعفات التي تصيب المريض، خاصةً عند القيام بعملية القلب المفتوح لمرضى السكري، المقرر إجراء العملية له، لذلك لابد من التحدث إلى الطبيب قبل إجراء العملية إذا كان المريض يتناول الأنسولين، عن الجرعة التي يتناولها المريض، ذلك لأنه سواءً حدث ارتفاع في نسبة السكر في الدم أو انخفاض فهناك خطورةً على حالة المريض، كما ينبغي أن نشير إلى أنه في الأحوال الطبيعية فإن عملية القلب المفتوح تكون محفوفة بالكثير من المخاطر على المريض والتي من أهمها ما يلي:
- خطر التعرض إلى النزيف.
- حدوث اضطرابات في ضربات القلب.
- التعرض إلى عدوى الجرح.
- حدوث تلف في أنسجة القلب نتيجة نقص في التروية الدماغية والإصابة بالسكتة الدماغية.
- ضعف وبطء في التئام الجروح لمرضى السكري بوجه خاص وهم أكثر عرضة كذلك للالتهابات الرئوية وعدوى المسالك البولية.
- حدوث اضطرابات في نسبة المعادن الأيونية في الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
أسباب ارتفاع السكر بعد عملية القلب المفتوح
إذا كان مريض السكري سوف يتعرض إلى إجراء عملية القلب المفتوح فلابد أن تتم متابعة حالته بشكل جيد قبل إجراء العملية، للتأكد من أنه مؤهل لها ولن يتعرض إلى كثير من المضاعفات بعد العملية، لذلك فإن نسبة السكر قد ترتفع في الدم بعد إجراء عملية القلب المفتوح، وذلك يتوقف بالطبع على تجهيز المريض قبل العملية وكذلك على اتباع تعليمات الطبيب بعد إتمام العملية.
إجراءات هامة قبل عملية القلب المفتوح لمرضى السكري
من أهم الأمور التي يؤكدها الطبيب قبل إجراء عملية القلب المفتوح لمرضى السكري والتي قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد العملية تتمثل فيما يلي:
إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل اللازمة قبل العملية
وهي أمور هامة قد تؤثر على سير العملية وتستدعي رعاية خاصة، وأهم هذه الفحوصات ما يلي:
-
- رسم القلب.
- تصوير القلب باستخدام الأشعة السينية.
- تصوير بالموجات الفوق صوتية على القلب.
- إجراء فحص للدم كامل وتحليل وظائف الكلى.
الامتناع عن تناول الطعام والشراب
وذلك قبل إجراء العملية بحوالي 12 ساعة، لأن تناول الطعام أو الماء يسبب مضاعفات أثناء عملية التخدير، وبالتالي مشاكل أثناء إجراء العملية، كما يعرض المريض للقيء أو الغثيان أثناء أو بعد عملية القلب المفتوح.
التوقف عن التدخين
قبل إجراء العملية يجب على المريض التوقف التام عن التدخين، والحرص على التغذية الصحية، حيث ينصح الطبيب بتجنب التدخين، بالإضافة إلى الانتظام على نظام غذائي سليم وصحي يحسن من الصحة العامة للمريض، ويساعد على التعافي.
التعامل بشكل صحيح مع الأدوية
يعد من الضروري إخبار الطبيب بكافة الأدوية التي يتناولها مريض السكري قبل إجراء العملية، لأن تناول بعض الأدوية قد يؤثر على سير العملية الجراحية، وقد يسبب مشاكل أثناء التخدير، ومن أهم الأدوية الممنوعة قبل العملية هي أدوية السيولة أو الأسبرين، وبعض أنواع الأعشاب التي تعمل على تنشيط الدورة الدموية.
نصائح هامة لسرعة التعافي
إذا قام المريض باتباع كل هذه التعليمات سوف يتجنب ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد العملية، لكن لابد من اتباع تعليمات الطبيب بعد الانتهاء من العملية للتعافي التام منها، ولذا فإن هناك نصائح تحسن من فرص التعافي بعد عملية القلب المفتوح لمرضى السكري ومنها ما يلي:
- الحفاظ على مستويات السكر في الدم بدون ارتفاع أو انخفاض، لعدم التعرض إلى المضاعفات والحصول على النتائج الفعالة.
- الاستمرار على النظام الغذائي الصحي وتوفير كمية كافية من البروتينات، والتي تحسن من فرصة التعافي والتئام الجرح.
- اتباع نظام رياضي سليم والذي يحدده الطبيب المختص ويعمل على تحسن عملية التعافي.
- عدم التعرض إلى الاكتئاب الذي يصاب به أغلب المرضى بعد إجراء عملية القلب المفتوح لمرضى السكري، والذي قد يزداد خاصًة بعد مغادرة المستشفى، لكنه يقل بعد نحو شهرين على العملية.
عملية القلب المفتوح لمرضى السرطان
مريض السرطان يعد من أكثر المرضى الذين يعانون من شتى أنواع الألم، ذلك لأنهم يواجهون مشاكل صحية من أبرزها مشاكل القلب وكيف أن العلاجات السرطانية قد تؤثر على صحة القلب، بل قد يموت مريض السرطان نتيجة القلب وليس السرطان، وقد أثبتت الدراسات أن هناك بعض الأدوية العلاجية للسرطان تؤدي إلى تلف في خلايا القلب، وعلى الرغم من أن هذه الأدوية ضرورية في علاج السرطان، إلا أنها تصيب الخلايا الطبيعية أيضًا ومنها خلايا عضلة القلب التي من الصعب إصلاحها من جديد.
لا شك أنه وعلى الرغم من تطور الأدوية التي تعالج الأورام السرطانية إلا أنها تسبب مشاكل أخرى خطيرة، فعلى سبيل المثال الأطفال الذين يعانون من سرطان الدم أو ما يسمى باللوكيميا ويخضعون للعلاج الكيميائي قد يعانون مع التقدم في العمر إلى مشاكل كبيرة في القلب، ذلك لتأثير بعض الأدوية الضرورية لعلاج السرطان، كما أن بعض السيدات اللاتي يعانين من أورام في الثدي وخضعن إلى العلاجات الكيميائية فقد أثر ذلك على عضلة القلب لديهن وتسبب في إضعافها ولا شك.
عملية القلب المفتوح لمرضى الكلى
من أهم المضاعفات التي قد تصيب المريض بعد إجراء عملية القلب المفتوح هو الإصابة بالفشل الكلوي، وذلك بسبب فتح مجرى جانبي للشريان التاجي أثناء إجراء العملية مما قد يسبب انخفاض مؤقت في وظائف الكلى، بالتالي يؤدي ذلك إلى حدوث الفشل الكلوي، هذا وقد أكد الأطباء أن هناك علاقةً وطيدةً بين الإصابة بأمراض القلب والإصابة بقصور في الكلى، فأثناء حدوث قصور في عضلة القلب عند ضخ الدم إلى الكلى يؤدي ذلك إلى قصور في وظائف الكلى وقلة إفراز البول، ولذا لابد من علاج الحالات المصابة بضعف في عضلة القلب لتعود الكلى إلى وظيفتها الطبيعية مرةً أخرى.
إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا والذي تحدثنا من خلاله عن عملية القلب المفتوح لمرضى السكري موضحين أهم الأسباب والمضاعفات، كما نذكركم بأن عملية القلب المفتوح من العمليات الخطيرة التي لابد من اتخاذ كافة الإجراءات الطبية اللازمة قبل إجرائها خاصًة لمرضى الأمراض المزمنة، لتفادي التعرض لأية مضاعفات خطيرة أثناء إجراء العملية أو بعد إجرائها.