قبل أن يستطيع أحد الحيوانات المنوية تخصيب أحد البويضات لابد أن يلتصق رأس الحيوان المنوي بالجزء الخارجي من البويضة. بمجرد التصاق رأس الحيوان المنوي بخارج البويضة يبدأ الحيوان المنوي في الدفع من خلال الطبقة الخارجية للبويضة الى داخل البويضة حيث تحدث عملية التخصيب.
في بعض الأوقات لا يستطيع الحيوان المنوي اختراق الغشاء أو الطبقة الخارجية للبويضة لعدة أسباب. قد يكون الغشاء الخارجي للبويضة سميكا للغاية أو صلبا للغاية على أن يستطيع الحيوان المنوي الحركة من خلاله. في هذه الحالات يتم إجراء عملية الحقن المجهري مع عملية أطفال الأنابيب للمساعدة في تخصيب البويضة. أثناء عملية الحقن المجهري يتم حقن حيوان منوي واحد بشكل مباشر الى داخل البويضة.
في عملية الحقن المجهري يتم استخدام ابرة دقيقة لإتمام عملية حقن الحيوان المنوي في منتصف البويضة تماما. بمجرد إتمام عملية التخصيب تنمو البويضة المخصبة في المعمل لفترة زمنية تتراوح ما بين 1-5 أيام قبل نقلها الى رحم السيدة.
في عملية التبويض الطبيعية تنضج بويضة واحدة كل شهر. الهدف من عملية الحقن المجهري هو زيادة عدد البويضات الناضجة التي تكون متاحة للتخصيب لزيادة فرص نجاح هذا العلاج. لكي يكون هناك أكثر من بويضة ناضجة لابد ان تحدث عملية استثارة وتحفيز للمبايض. من المهم ملاحظة ومعرفة أن البويضات التي ستخرج من المبايض بعد تحفيزها سيتم تخصيبها أو موتها خلال الشهر أي أن التحفيز لا يوفر بويضات لفترة لاحقة بعد نفس الشهر الذي تمت فيه عملية التحفيز.
في عملية التحفيز من أجل إتمام عملية الحقن المجهري سوف يتم تعاطي أدوية عن طريق الحقن لفترة زمنية تتراوح ما بين 8-14 يوم من أجل تحفيز المبايض لإنتاج بويضات. يتم إنتاج هرمونات (FSH) & (LH) بشكل طبيعي داخل الجسم مع الأدوية. خلال هذه المرحلة سوف تذهب السيدة الى العيادة نحو 7-8 مرات للمراقبة والفحص خلال فترة الصباح. مما يسمح للفريق الطبي المعالج بمتابعة تقدم وتطور عملية التبويض وضبط جرعة الأدوية المنشطة طبقا للحاجة. الأدوية المحفزة عن طريق الحقن هي الخطوة الأخيرة في مرحلة استثارة وتحفيز المبايض حيث يتم تحديد ما سوف يتم حقنه بناء على طبيعة الحالة. هذا الحقن يساعد وصول البويضات النامية الى مرحلة النضج وبدء عملية الإباضة. التوقيت هنا مهم للغاية حيث يجب على الطبيب أن يقوم بعملية استرداد البويضات قبل التوقيت المتوقع لعملية الإباضة.
في صباح يوم العملية سوف يتم اللقاء مع الطبيب المعالج لاستعراض خطوات العملية ولقاء مع طبيب التخدير لاختيار نوع البنج المناسب للحالة طبقا لتاريخها الطبي وأخذ حقنة المخدر عن طريق الوريد لبدء الدخول في نوم عميق لإتمام العملية.
يقوم الطبيب المعالج باستخدام عينة السائل المنوي سواء كانت عينة طازجة أو مجمدة نظرا لتجميعها في وقت سابق ثم سيقوم الطاقم الطبي المعالج بغسيل وتجهيز الحيوانات المنوية لكي يتم تجميع الحيوانات المنوية الأكثر صحة وقوة معا مع البويضات من أجل إتمام عملية التخصيب (بعد أن يقوم الطبيب بعملية استرداد البويضة).
تستغرق عملية استرداد البويضة نفسها نحو 20-30 دقيقة. أثناء العملية سوف يقوم الطبيب المعالج بتوجيه إبرة الى كل مبيض لإزالة البويضة التي تحتوي على سائل في كل كيس أو جراب. الطبيب المعالج سوف يقوم باستخدام الموجات الفوق صوتية أثناء اجراء العملية لرؤية مكان توجيه الإبرة. عملية الإفاقة والتعافي سوف تستغرق نحو 30 دقيقة وستكون السيدة قادرة بعدها على المغادرة بمفردها. يفضل وجود مرافق للسيدة لكي تعتمد عليه في العودة للمنزل بعد العملية تحسبا لأية آثار سلبية للمخدر.
بعد عملية استرداد أو استرجاع البويضة سوف يقوم الطبيب المعالج بتجهيز وتحضير البويضات والحيوانات المنوية. ثم سوف يقوم الطبيب بحقن حيوان منوي واحد الى داخل كل بويضة ناضجة وجاهزة تحت مساعدة الميكروسكوب.
تبدأ مرحلة نمو الجنين بعد عملية التخصيب. بعد التحصيب الأولي سيتم وضع الجنين بواسطة أحد مناظير الأجنة بشكل يوفر له القدرة على النمو بدون أي مقاطعة أو مشاكل نهائيا. سوف يقوم الطبيب بمراقبة نمو كل الأجنة في خلال الفترة اللاحقة لنحو 5-6 أيام. الهدف من ذلك هو ملاحظة ومراقبة النمو التدريجي من جنين ذو 2-4 خلية في اليوم الثاني وجنين ذو 6-8 خلية في اليوم الثالث. بعد مرحلة ال 8 خلايا تستمر مرحلة الانقسام السريع للخلايا ويدخل الجنين فيما يسمى مرحلة الكيسة الأريمية في اليوم الخامس أو السادس. يكون هدف الطبيب المعالج في هذه المرحلة نقل أفضل الأجنة من ناحية الجودة لإعطائك أكبر فرصة في النجاح.
عملية نقل الجنين هي عملية بسيطة تستغرق فقط نحو 5 دقائق من الوقت لكي تكتمل. ولا يكون هناك أي حاجة لتخدير أو فترة إفاقة. سوف يقوم الطاقم الطبي بتوجيه التعليمات اللازمة من أجل العملية. ستكون الحالة بحاجة الى مثانة ممتلئة من أجل اجراء العملية حيث أن المثانة الممتلئة توفر رؤية جيدة لبطانة الرحم والموقع المناسب لوضع الجنين فيه. من المهم للغاية شرب الكمية الموصوفة من السوائل نحو 30-40 دقيقة قبل وقت العملية. سوف يتم استعراض دورة الحالة مع الطبيب وأيضا العدد الموصوف من الأجنة لنقله.
ثم سوف يقوم طبيب الأجنة المعالج بتحميل قسطرة نقل الأجنة بالأجنة في المعمل ثم سوف يقوم بإدخال قسطرة نقل الأجنة الى الرحم ويقوم بدفع الجنين من خلالها عن طريق كمية صغيرة من السوائل. يتم أيضا استخدام موجات فوق صوتية خارجية على منطقة البطن لتوفير توجيه مرئي عبر شاشة عرض للطبيب خلال إجراؤه للعملية. بمجرد أن يقوم طبيب الأجنة المعالج بنقل الجنين سوف يقوم بإزالة القسطرة ببطء. بمجرد أن يصبح الجنين غير مرئي للعين المجردة سوف يقوم طبيب الأجنة المعالج بفحص قسطرة نقل الأجنة تحت الميكروسكوب في المعمل للتأكد من أن القسطرة قد قامت بدورها في إطلاق الجنين بشكل كامل. ثم بعد ذلك سوف يقوم الطاقم الطبي المعالج بإعطائك التعليمات اللازمة للفترة القادة والتي تمتد لأسبوعين اثنين حتى موعد إجراء اختبار الحمل.
بعد مرور أسبوعين على عملية نقل الجنين سوف يتم إجراء اختبار حمل. في هذا الاختبار يتم قياس مستوى أحد الهرمونات التي يتم إخراجها بواسطة الجنين النامي. من الممكن ان يتم اجراء هذا الاختبار بشكل منفرد من عينة بول.
بعض الأشخاص يعتقدون بطريق الخطأ أن عملية الحقن المجهري تضمن بشكل كامل حدوث عملية التخصيب. بينما في الواقع أن عملية الحقن المجهري فقط تحسن بشكل كبير احتمالية حدوث واكتمال عملية التخصيب ولكن لا تضمنها تماما. عملية الحقن المجهري تقوم بتخصيب ما بين 50-80% من البويضات لكن النتائج النهائية تختلف وتتنوع بناء على عمر الأم وجودة وكفاءة البويضة وجودة وكفاءة الحيوان المنوي.
نظرا لأن عملية الحقن المجهري يعتبرها البعض مؤكدة يتعجب البعض مما قد يمنع حدوث عملية التخصيب. بفرض عدم حدوث أية مشاكل فنية تكون هي السبب في فشل عملية التخصيب فإنه هناك مجموعة من العوامل التي قد تبين سبب عدم حدوث عملية التخصيب منها:
في حالة اتخاذ القرار باللجوء لعملية الحقن المجهري فإنه من الضروري للغاية بالنسبة للزوجين أن يدركوا جيدا بعض النصائح الضرورية للغاية نظرا لأهميتها في اكتمال ونجاح العملية:
بالنسبة للمرأة
يتم استخدام أدوية علاج العقم أو ضعف الخصوبة والتي تعمل على استثارة وتحفيز المبايض على انتاج العديد من البويضات. بمجرد الكشف عن وتحديد البويضة عن طريق الموجات الفوق صوتية تكون هناك حاجة الى ارجاعهم بشكل جراحي. عدد البويضات يمكن أن يختلف بناء على العديد من العوامل مثل عمر المرأة وتشخيص حالتها. بعد إرجاع البويضة يتم حفظهم داخل حضانة.
بالنسبة للرجل
يتم الحصول على عينة السائل المنوي بعد ما بين 3-5 أيام من منع ممارسة عملية الجماع. بناء على تشخيص حالة الرجل يتم الحصول على عينة السائل المنوي غالبا عن طريق الاستمناء وهي الطريقة الشائعة لذلك في نفس اليوم الذي تتم فيه عملية ارجاع البويضة عند السيدة أو قبل ذلك اليوم. بعد ذلك يتم تحليل السائل المنوي لعزل الحيوانات المنوية عالية الجودة والكفاءة والتخلص من أية مواد حيوية غير مرغوب فيها من عينة السائل المنوي في حال إن دعت الحاجة لذلك.
عملية الحقن المجهري تقوم بتخصيب نحو ما بين 50-80% من البويضات لكن قد تحدث بعض المشاكل التي قد تسبب فشل عملية الحقن المجهري سواء أثناء عملية الحقن المجهري أو بعدها ومن هذه المشاكل:
في حالة فشل عملية الحقن المجهري يجب مناقشة كل ما يأتي مع الطبيب المعالج:
ما يمكن أن يكون قد حدث بطريقة خاطئة.
فرص النجاح في حالة تكرار المحاولة مرة أخرى.
المخاطر المحتملة في حالة التمسك بنفس طريقة العلاج.
ما هي الفحوصات الإضافية التي قد تكون مطلوبة.
التغييرات التي قد تكون مطلوبة لعملها.
هناك بعض التعليمات والارشادات التي يجب اتباعها بعد عملية الحقن المجهري مثل:
يوجد بعض الأعراض التي إذا حدثت فيكون ذلك دلالة على فشل عملية الحقن المجهري ومن أهم هذه الأعراض عدم حدوث ألم أو تقلصات في الرحم عند السيدة بعد زرع الجنين حيث أنه من المفترض أنه في الظروف الطبيعية وفي حالة نجاح عملية الحقن المجهري أن تحدث بعض التقلصات والوجع في منطقة الظهر ومنطقة أسفل البطن.
بعد نجاح عملية الحقن المجهري قد تتساءل بعض السيدات عما يمكن توقعه من الحمل بالحقن المجهري. إن عملية الحصول على حمل عن طريق الوسائل المساعدة مثل عملية الحقن المجهري يمكن اعتبارها بعيدة في شكلها الى حد كبير عن الحمل الطبيعي ولذلك فإن بعض السيدات يحدث عندهم بعض القلق من استمرار هذا الاختلاف في مرحلة الحمل نفسه أيضا.
لكن بالنسبة لمعظم السيدات فإنه بعد الأسابيع القليلة الأولى يكون الحمل بالحقن المجهري هو نفسه تماما الحمل الطبيعي في كل جوانبه أو على الأقل كما يمكن أن يكون الفارق مثل أي حملين عاديين مختلفين. حيث أن كل سيدة وكل حمل لهم سماته وظروفهم الخاصة بهم دون أن يكون لذلك علافة بطريقة حدوث الحمل.
في حالة فشل عملية الحقن المجهري وعدم قدرة الجنين على الالتصاق بالرحم ينصح الطبيب المعالج بالتوقف عن تناول الهرمونات لكي يتمكن الجسم من العودة الى الحالة الهرمونية الطبيعية في فترة تتراوح ما بين أسبوع واحد الى 15 يوما ثم بداية أعراض ما قبل نزول الدورة الشهرية. ثم تعود الدورة الشهرية الطبيعية من جديد شاملة مرحلة طمث جديدة والتي يكون فيها فترة التبويض في منتصفها تقريبا أي بعد نحو 14 يوما من بداية نزول الدورة الشهرية.
قد تزيد فترة التبويض خلال الدورة الشهرية قليلا بناء على نوع الهرمونات أو المنشطات التي كان يتم تعاطيها أثناء التحضير لعملية الحقن المجهري لذا يجب الاستفسار من الطبيب المعالج عن مدة التبويض المتوقعة وأيضا التوقيت المتوقع لعملية التبويض. أما في حالة انقطاع أو تأخر نزول الدورة الشهرية أو حدوث نزيف غزير يجب اللجوء لطبيب بشكل سريع.
يتم تحديد نوع جنس الجنين في عملية الحقن المجهري من خلال استثارة وتحفيز عملية التبويض عند السيدة ثم أخذ البويضات منها ليتم حقن البويضات بالحيوانات المنوية الخاصة بالزوج ثم وضع هذه البويضات في أماكن خاصة لحفظها (حاضنات) ثم مراقبة الأجنة حتى يصبحوا أجنة ذات ثمانية خلايا ثم يتم الكشف عن الخلايا في كل جنين للتعرف على جنس الجنين إن كان ذكرا أو أنثى ثم يتم زرع الجنس أو النوع المرغوب فيه في رحم السيدة. هذه الطريقة توفر نسبة نجاح في تحديد جنس المولود لنحو 90% من الحالات.
يمنع ممارسة العلاقة الزوجية بعد عملية نقل الجنين حيث أن هذا التوقف عن ممارسة العملية الزوجية لنحو 5-7 أيام وهي الفترة التي بعدها يمكن الاعتماد على نتيجة اختبار الحمل، هذا التوقف يعطي الجنين الوقت المناسب بل والمثالي لكي يتم زراعته في جدار الرحم من الداخل.
معظم حالات الحقن المجهري يمكنها استئناف ممارسة العلاقة الزوجية بعد أسبوع واحد أو 15 يوما بعد عملية نقل الجنين لكن يفضل دائما اللجوء لاستشارة الطبيب قبل فعل ذلك.
يجب ألا يتم إعادة عملية الحقن المجهري الا بعد إجراء بعض الفحوصات والتحاليل اللازمة للكشف عن سبب فشل عملية الحقن المجهري في أول مرة. ومن هذه التحاليل اختبار الأجسام المضادة التي تعمل على مهاجمة الجنين وتؤدي لموته ويكون علاج هذه الأجسام المضادة بالعديد من الأدوية بجرعات مختلفة طبقا لوصفة الطبيب المعالج. أيضا هناك اختبار الأجسام المضادة التي تعمل على مهاجمة الصفائح الدموية وتكون سببا رئيسيا في حدوث جلطات دموية على جدار الرحم.
بعد عملية إرجاع البويضة في عملية الحقن المجهري قد يحدث الإمساك وبسبب ذلك يبدأ قلق كثير من السيدات وسيطرة بعض الهواجس عليهم وخوفهم الشديد على استمرار حملهم. لكن هذا الأمر طبيعي ولا يدعو لإثارة القلق بهذا الشكل ويعود ذلك الى كثرة تناول الأدوية وعدم أو قلة الحركة بشكل كبير.
يستغرق جسم السيدة فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوع واحد الى 15 يوما لكي يتخلص من آثار الهرمونات والأدوية المنشطة للتبويض ويعود بعدها لنظامه الطبيعي ونزول الدورة الشهرية والتي يكون التبويض فيها في منتصف الفترة أي نحو 14 يوما بعد بداية نزول الدورة (الطمث).
هناك أسباب عديدة يمكن أن تؤدي لفشل عملية الحقن المجهري ومنها عمر الأم الكبير وعدم اكتمال نمو البويضات الملقحة وعدم اكتما نمو الجنين بعد تلقيح البويضة وسبب العقم نفسه إذا كان مؤثرا بشكل كبير على عدد البويضات المنتجة.
هناك العديد من العوامل التي تؤدي الى نجاح عملية الحقن المجهري ومنها العمر المناسب للسيدة ووجود ولادات سابقة حيث تزيد فرص نجاح الحقن المجهري إذا كان للسيدة تجارب سابقة مع الولادة وحالة الأجنة من ناحية زراعة الأجنة الأكثر نضجا والتي تزيد من فرص نجاح عملية الحقن المجهري.
تستغرق عملية الحقن المجهري في دورتها الكاملة نحو ما بين 21-25 يوم.