تفتيت الحصوات بالموجات التصادمية
يعد اللجوء إلى الموجات التصادمية من قبل الطبيب للتخلص من الحصوات في الحالب أو الكلى إجراء آمن وشائع الآن في مصر حيث أنه لا يحتاج إلى جراحة ويعد هذا الأسلوب في التخلص من الحصوات ملائم في حال كان حجم الحصوات من ضئيل الحجم إلى متوسط.
وفي العادة لا حاجة إلى التخدير العام، إذ يكفي أنواع محددة من المسكنات القوية والأمر في النهاية عائد إلى رؤية الطبيب، ويمكن القول إن نجاح هذه العملية مضمون وهي غير مصاحبة للكثير من الأعراض والمضاعفات إلا في حالات نادرة كما سوف نوضح.
أهم التفاصيل عن اجراءات تفتيت الحصوات بالموجات
أما عن التفاصيل الخاصة بخطوات إجراء تفتيت الحصوات اعتمادًا على الموجات التصادمية يمكن القول أن العملية تتم على النحو التالي بعد الالتزام بكافة التدابير القبلية التي تسبق العملية مثل التوقف عن التدخين وغيرها:
- تعاطي المريض للجرعة المسكنة الأكثر تناسبًا مع حالته ومن ثم الخضوع إلى فحص بالأشعة فوق الصوتية.
- حيث أن الأشعة تكشف للطبيب بشكل دقيق للغاية الأماكن التي يتواجد بها الحصى في الكلى والحالب وحجم تلك الحصى لكي يحدد الطبيب كيف يمكن تفتيتها بالموجات التصادمية.
- ثم عبر تقنية الموجات التصادمية يتم تسليط هذه الموجات في الاتجاه الصحيح في الكلى لكي تتمكن من بلوغ الحصوات الموجودة والتعامل مع عبر التفتيت الدقيق.
- بعض المرضى قد لا تكون جلسة التفتيت بالموجات التصادمية كافية مما يتطلب أن يخضع المريض لعملية تفتيت الحصوات بالموجات التصادمية مرة أخرى حتى تكون النتائج مثالية وكبيرة.
اعراض ما بعد عملية تفتيت الحصى بالموجات التصادمية
هناك أعراض ترافق العملية يلاحظها المريض عقب العودة إلى المنزل خلال الأيام الأولى للتعافي ومن أبرز تلك الأعراض ما يلي:
- ملاحظة وجود دماء عند التبول، إذ تختلط قطرات الدم مع البول لفترة من الزمن بعد العملية، ولكن استمرار ذلك ينذر بوجود أمر غير طبيعي.
- ظهور بعض الالتهابات البسيطة في المسالك البولية و الكلى ومجرى البول لا قلق منها إذ يصف لها الطبيب علاج مناسب وتزول.
- الشعور ببعض الآلام الخفيفة في الجانب حيث الكلى وتزول تلك الآلام باستخدام مسكنات ألم مناسبة.
- بعض المرضى قد يعرضوا لتسرب الفتات الناتج عن الحصوات الذي يتسرب إلى الحالب.
ومن الأمور التي يتم ملاحظتها أيضًا بعد العملية بفترة تكون الحصوات مرة أخرى مما يتطلب علاجها إما بنفس العملية أو اللجوء إلى التنظير أو أي طريقة أخرى متاحة ومناسبة لوضع المريض الصحي ونوع الحصوات المتكونة.
الآثار الجانبية للموجات التصادمية
هناك آثار جانبية سيئة قد تلحق بالمريض مع استخدام الموجات التصادمية ولكن ذلك الأمر لا يكون إلا في حالات نادرة للغاية، إذ أن استخدام تلك الموجات في العادة آمن وغير متسبب في مضاعفات وخيمة مثل الجراحة المفتوحة، ومن تلك الآثار ما يلي:
- حدوث إصابات في الكلى متمثلة في تجمعات دموية غير متوقعة الحدوث تسبب الألم ويتم اكتشافها عبر الموجات فوق الصوتية، كما قد تتضرر الكلى بشكل آخر يظهر أيضًا عبر الكشف الطبي.
- تعرض المريض إلى نوع من الالتهابات الشديدة التي تتسبب في حدوث عدوى ما في الجهاز البولي وإذا لم يخضع المريض للعلاج الباكر سوف يتفاقم الأمر.
- قد يتعرض الحالب إلى حالة من الانسداد بفعل سقوط أحد الفتات الخاص بالحصوات بداخله، مما يتطلب إجراء علاجي آخر وهو إجراء منظار الحالب للتخلص من بقايا الحصوات الموجودة به.
- قد يصل الضرر إلى المعدة فيصيبها القرحة التي أيضًا تتطلب مشوار من العلاج حتى لا يكون هناك مضاعفات أخطر.
- الإصابة بآلام شديدة عند التبول يصاحبها في الغالب دماء وفي العادة تلك الأعراض مصاحبة للعدوى التي تصيب الجهاز البولي.
يمكن تجنب التعرض لأحد الآثار الخطيرة للموجات فوق التصادمية عبر التأكد قبل إجراء مثل تلك العملية من وجود موانع حيث أن نمط تلك العملية لا يتوافق مع كل المرضى إذ لا يمكن استخدام الموجات التصادمية مع شخص يعاني من التهاب في الكلى أو مجرى البول أو لديه سرطان في الجهاز البولي، كما لا تناسب العملية هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن واضطرابات خاصة بنزيف الدم.
هل يوجد ألم بعد عملية تفتيت الحصى؟
الألم المرافق لتفتيت الحصى عبر الموجات التصادمية يعد متوسط ويستمر هذا الألم بعد العملية لمدة أسبوعين أو أكثر وهو يأخذ حيز طبيعي غير مقلق ما دام لم يصاحبه أي مؤشرات دالة على الخطر، ويمكن التعامل مع هذا الألم عبر بعض الأدوية المسكنة المتداولة.
ويعد من المؤشرات التي تعني وجود مشكلة حال ظهور الألم ما يلي:
- أن يكون الألم شديد في الجانبين على غير الطبيعي والمتوقع مما يشير إلى وجود خطر ما.
- أن يظهر الألم أسفل البطن ويكون لا يحتمل بشكل ملحوظ ولا تخف وتيرته مع مرور الأيام.
- أن يلاحظ المريض أن الألم في تزايد مع مرور الوقت على غير ما ينتظره حيث يجب أن يخف مع الوقت وهنا يجب الاستشارة الطبية في الحال.
- أن يصاحب ذلك الألم نزيف دموي ليس بالبسيط إما أن يكون مصدره الكلى أو المعدة أو أي موقع آخر ويتضح ذلك عبر الكشف الطبي.
- وقد يصاحب الألم أيضًا تجمع دموي في أحد المواقع بالكلى ويكون ذلك تأثير من الموجات التصادمية.
الأكل بعد عملية تفتيت الحصى
بالطبع تفتيت الحصى سواء بالموجات التصادمية أو عبر التنظير وغيره من العمليات التي يتم إجراؤها لنفس الغرض يجب أن يتبعها اهتمام بنوعية الغذاء خصوصًا إذا كان المريض سبق له تفتيت حصوات من قبل مما يعني قابلية تكون حصوات مرة أخرى، وهذا الأمر يتطلب عناية بالغة لتجنب حدوث ذلك والحفاظ على نتائج العملية.
ويمكن توضيح نمط الغذاء بعد عملية تفتيت الحصى على النحو التالي:
- الاهتمام باحتواء النظام الغذائي للمريض على كثير من السوائل سواء كانت متمثلة في الماء أو المشروبات العشبية غير المحلاة بالسكر أو العصائر الطبيعية المفيدة.
- تجنب الإكثار بشكل غير طبيعي من شرب الألبان ومنتجاتها وذلك لأن ترسبات الكالسيوم تؤدي مع الوقت إلى تكون الحصوات مرة أخرى.
- يجب ألا تخلو الوجبات الغذائية من السلطة الخضراء الطازجة والتي يمكن إضافة زيت الزيتون لها لتكتمل الفائدة الغذائية.
- تجنب الموالح قدر المستطاع خصوصًا الأسابيع التي تلي تفتيت الحصى لأن تلك النوعية من الأطعمة من شأنها أن تتسبب في رفع نسبة الصوديوم في جسم المريض مما يتسبب بالتبعية في تراكم الكالسيوم وتكون حصوات الكلى والحالب.
- كما يجب مراعاة عدم الإفراط في تناول تلك الأطعمة التي تشتمل على الاكسالات وحمض اليوريك لأنها محفزة لتكون الحصوات الأمر الذي يجعل المريض يعيد الكرة مرة أخرى ويضطر إلى تفتيت الحصوات مرة أخرى.
إن مريض حصوات الكلى يجب عليه الانتباه إلى العديد من الأمور كما أوضحنا بعد إجراء عملية تفتيت الحصى بالموجات التصادمية، وذلك حتى يتمكن من الحفاظ على ما تمكن من تحصيله من نجاح في تفتيت تلك الحصوات وحتى لا يعاني من أي مضاعفات أو آثار وخيمة.