تغيير الصمام الأورطي بالمنظار
يعد الصمام الأورطي من أهم صمامات القلب الأربعة وهو مسؤول عن عملية توصيل الدم من البطين القلبي الأيسر إلى الشريان الأورطي الذي يعد هو الآخر من أهم الشرايين القلبية بل وأكبرها، ويحتاج هذا الصمام إلى التغيير والاستبدال في حال كانت به تلفيات لا يمكن التجاوز عنها أو ضيق شديد لما لذلك من خطورة على صحة الإنسان وحياته.
ويتم تغيير الصمام الأورطي بالمنظار وزرع أو تركيب صمام صناعي أو من أحد أنسجة الجسم عبر إحداث جرح بسيط من أجل مرور المنظار دون الحاجة إلى إجراءات الجراحة المفتوحة التي تعد مخاطرها وآثارها الجانبية أكبر وأكثر من استخدام التنظير في تغيير الصمام الأورطي.
اجراءات عملية تغيير الصمام الاورطي بالمنظار
استبدال الصمام الأورطي استعانة بالمنظار أو ما يعرف بالتدخل المحدود من العمليات التي يتجه إليها أطباء القلب من أجل حل مشاكل ذلك الصمام وجعل تدفق الدم يسري إلى الشريان الأورطي دون عقبات، ويلاحظ أن هذه العملية تسير وفق بضع إجراءات هي:
- إجراءات تسبق العملية مباشرة وتهدف إلى ضمان جاهزية المريض لتغيير الصمام عبر التنظير، وتشمل تلك الإجراءات فحوصات طبية مثل تحليل الدم وأشعة على الصدر والأوعية وغيرها.
- في غرفة العمليات يخضع المريض للتخدير الكلي ثم يبدأ الجراح في إحداث الشق اللازم للتنظير والذي يكون بمسافة تصل إلى ستة سنتيمتر في منطقة الصدر ويكون هذا الجرح تحديدًا في الأمام أو من الجانب وذلك تفاديًا لأي شق للعظام.
- بعد إدخال المنظار وبلوغه مكان الصمام الأورطي تتم عملية التغيير والاستبدال، إذ يضع الطبيب صمام صناعي مكان الطبيعي بكل دقة.
- بعد إتمام خطوات تركيب الصمام الجديد يبدأ إجراء خياطة الجرح الذي تم إحداثه في الصدر بعد خروج المنظار ويكون تقفيل الجرح بشكل تجميلي غير ظاهر.
- يلجأ الطبيب في الغالب إلى نوع من القسطرة التي تسحب أي سوائل محتبسة أو متراكمة نتيجة العملية عند القلب وهذه الخطوة هامة.
- بعد خروج المريض إلى غرفة العناية المركزة واطمئنان الطبيب على كافة العلامات الحيوية التابعة له يمكث المريض حوالي يومين الي ثلاثة أيام داخل المستشفى قبل أن يعود إلى البيت.
ما بعد العملية
يستمر تواجد المريض في العناية المركزة لمدة يوم كامل أو يزيد وفق رؤية الطبيب.
ثم يدخل المريض غرفة عادية في المستشفى من أجل المتابعة الطبية وأخذ الأدوية اللازمة.
غالباً ما تكون فترة التعافي عدة أسابيع ومن الضروري زيارة الطبيب من أجل المتابعة المستمرة.
مضاعفات تغيير الصمام الاورطي
دائمًا ما نجد الطبيب بكل ثقة يطمئن المريض قبل إجراء عملية تغيير الصمام الأورطي بالمنظار وذلك في حال عدم وجود أي وضع صحي يستدعي القلق، إذ أن تلك العملية نادرًا ما يصاحبها مضاعفات شديدة الخطورة.
ومن المضاعفات والآثار الجانبية التي يمكن أن تلحق بالمريض ما يلي:
- حدوث عدوى في جرح العملية نتيجة تلوث ما مما يتطلب علاج واهتمام وفي حال التأخر عن علاج هذه العدوى من الممكن أن تتفشى وتنتشر محدثة إلتهاب في القلب والرئة وغيرها من الأعضاء.
- نزيف وعائي يعقب إنفجار شريان أو وعاء أثناء انطلاق المنظار إلى موقع الصمام الأورطي الأمر الذي يكون متوسط الشدة أو ذات كثافة نزيفية كبيرة تشكل خطر على الحياة.
- بعض الحالات المرضية قد يحدث لها تجلطات تظهر في القلب أو الرئة ومن أجل تجنب ذلك يصف الطبيب عقب العملية أحد أدوية السيولة المناسبة للمريض.
- بنسبة 1 % فقط قد يحدث لبعض المرضى اضطراب وخلل في نظم القلب مستمر ويتطلب علاج دائم مع طبيب متخصص، وبنسبة عشرين بالمائة قد يحدث هذا الخلل في دقات القلب ولكن لفترة مؤقتة ويزول.
- إصابة الكلى بفشل في عملها مما قد يجعل الأمر يصل إلى حد الحاجة إلى الغسيل المستمر.
- البعض ممن خضعوا لتغيير الصمام الأورطي قد يتعرض الصمام الجديد لديهم أيضًا للفشل وعدم القدرة على أداء وظيفته وهذا الأمر يواجه بالأخص الذين اعتمدت عملياتهم على النوع البيولوجي من الصمامات.
- إصابة المريض بنوع من الحساسية ناتج عن مادة التخدير المستخدمة وقد يصل الأمر إلى صعوبات في عملية التنفس، كما قد يحدث فشل بأجهزة الجسم والقلب والوفاة.
نسبة نجاح عملية تغيير الصمام الأورطي
إن نسبة نجاح عملية تغيير الصمام الأورطي تفوق 85 % و يتوقف نجاح العملية على العديد من الأمور المتعلقة بالمريض مثل وضعه الصحي وما يعاني من أمراض أخرى كذلك مهارة الطبيب تزيد من فرصة نجاح العملية تلك العملية التي تخلو من الجروح الكبيرة التي في حال وجودها لا يمكن اخفاؤها فيما بعد العملية.
كم تستغرق عملية تغيير الصمام الاورطي؟
عملية تغيير الصمام الاورطي بالمنظار تستغرق في العادة ساعتين أو أكثر حسب وضع المريض ومدى تيسير إجراءات العملية وعدم وجود عقبات أو أوضاع تحتاج أن تطول مدة العملية، وعلى النقيض القلب المفتوح يصل إلى أربعة وستة ساعات أحيانًا.
تكلفة عملية تغيير الصمام الأورطي
تغيير الصمام الأورطي من العمليات القلبية الدقيقة التي تستهدف صمام رئيسي وهام في القلب، فمهما كان أسلوب تنفيذ تلك العملية فهي ليست بالبسيطة وتعد تكاليفها مرتفعة نوعًا ما، فنجد أن تغيير الصمام الأورطي في مصر تبدأ تكاليفه من مبلغ مائة وخمسين ألف جنيه مصري وتصل إلى أربعمائة ألف جنيه مصري.
الحياة بعد تغيير صمام القلب الأورطي
الحياة في حال كانت العملية تمت عبر استخدام المنظار فإنه بالأكثر شهر واحد ويمكن للمريض أن يعود لحياته ولكن مع مراعاة الآتي:
- الابتعاد التام عن أي مجهود ثقيل أو عنيف، كذلك تجنب الرياضيات من النوع العنيف.
- ترك عادة التدخين بشكل كامل دون رجعة لأن أضرارها وخيمة.
- تجنب أي أمور أو مشاحنات حياتية من شأنها أن تتسبب الانفعال الشديد للمريض والعصبية.
- تغيير نمط التغذية والاتجاه إلى المأكولات الصحية والفواكه والخضروات.
- عدم النوم على البطن خصوصًا في الشهور الأولى بعد العملية.
- الاستمرار في المتابعة مع الطبيب بشكل دوري لتجنب أي مضاعفات مفاجئة غير متوقعة.
- الالتزام بأي دواء طبي يصفه الطبيب وعدم تركه دون الرجوع إلى الطبيب وسؤاله.