استئصال المثانة بسبب السرطان
أحيانًا لا يجد الطبيب مفر من اللجوء إلى عملية إزالة المثانة كأحد الحلول الجذرية للتخلص التام من الخلايا السرطانية التي تغزو هذا العضو أو أحد الأعضاء المتواجدة في نفس المنطقة من الجسم، فما هي أهم التفاصيل الخاصة بتلك الجراحة وماذا يواجه المريض بعد الاستئصال وهل هذا النوع من العمليات ناجح بالفعل؟ تساؤلات كثيرة حول استئصال المثانة وأورامها السرطانية سوف نجيب عنها عبر السطور القادمة بالتفصيل.
تفاصيل عن عملية استئصال ورم المثانة بالمنظار
يمكن إجراء عملية استئصال أورام المثانة باستخدام المنظار الطبي الدقيق وذلك عبر التأكد التام من وجود ورم جزئي أو كلي بها، إذ يلجأ الطبيب إلى التنظير من أجل تحقيق أمرين أولهما الفحص وتحديد مكان الورم والتشخيص الدقيق وثانيهما استئصال الورم الموجود بدقة كبيرة، ويمكن توضيح إجراءات وتفاصيل عملية استئصال ورم المثانة بالمنظار على النحو الآتي:
- عبر تخدير عام متقن تكون أولى خطوات العملية قد نفذت بمهارة كبيرة ويبدأ الجراح في الاستعداد لإدخال المنظار من أجل الاستكشاف أولًا.
- عند بلوغ المنظار موقع المثانة البولية تبدأ الرحلة الأدق له ألا وهي بلوغ مكان الورم بكل دقة، وعند بلوغ تلك النقطة يبدأ الجراح في استئصال ورم المثانة الموجود.
- أما عن معالجة القطع الحادث في النسيج الجسدي للمثانة فتلك العملية تعتمد أيضًا على ما يعرف بالكي الكهربائي للجرح وهو أسلوب يحد من النزيف الحاد ويوقف تدفق الدماء من الأوعية بشكل مبالغ فيه.
- في حال كان الورم الذي من المقرر استئصاله ذات حجم كبير مما يعني إزالة جزء أكبر من المثانة فهنا عقب الإزالة يتم ترك القسطرة الداخلية حتى بعد خروج المريض من العمليات حتى يقرر الطبيب متى يتم الاستغناء عنها.
- في الحالات التي يكون فيها استئصال المثانة شبه كامل لا يخرج الطبيب من غرفة العمليات قبل أن يؤمن حل بديل للمريض ومن تلك الحلول إنشاء مجرى مناسب يعمل على الوصل ما بين الحالب والكلى وفتحة صغيرة يتم شقها في البطن، وهذا المجرى ينشأ باستخدام قطع مأخوذة بدقة فائقة من الأمعاء الدقيقة.
- بعد تقفيل الجرح وتعقيم ما بعد العملية يتم إخراج المريض إلى غرفة الإفاقة حتى يتم استعادة الوعي بدون أي مشكلة إطلاقًا ثم يتم نقل المريض إلى غرفة أخرى في المستشفى من أجل المتابعة والاطمئنان بعض الوقت من جانب الطبيب والتمريض.
ماذا بعد استئصال ورم المثانة
بعد مرور جراحة إزالة ورم المثانة بكل أمان تبدأ مرحلة جديدة يمر بها المريض ألا وهي مرحلة ما بعد استئصال ورم المثانة التي يمكن توضيحها عبر النقاط التالية:
- يحتاج المريض إلى البقاء مدة تصل إلى أسبوع على الاقل في أحد غرف المستشفى من أجل الحصول على درجة ملائمة من التعافي قبل الخروج والذهاب إلى المنزل.
- يجد المريض نفسه يعاني بعض الأعراض المزعجة والتي ترافقه مدة تصل إلى ثلاثة أو أربعة أيام بعد العملية وتلك الأعراض مثل جفاف الحلق وغيرها من تأثيرات المادة المخدرة.
- أما عن الألم فيكون قوي في بادئ الأمر مما يتطلب أخذ جرعات من المسكن المناسب ثم يختفي الألم بشكل تدريجي.
- اليوم الثاني بعد الجراحة يكون المريض بحاجة إلى أخذ بعض الخطوات مشيًا داخل الغرفة أو في ممر المستشفى بمساعدة طاقم التمريض.
- أما عن عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي فالأمر يأخذ في العادة شهر، وفي حال تغيير مسار البول فيلاحظ اختلاطه بالدم ثم اختفاء كل الدماء والعودة إلى التدفق عبر الاحليل مرة أخرى بعد شهر ونصف أو أكثر.
- يراعى الانتظام في المتابعة مع الطبيب خصوصًا أول وثاني أسبوع بعد عملية استئصال ورم المثانة، وذلك لأخذ العلاج المناسب حسب تتابع ظهور الأعراض.
- بالنسبة للعلاقة الزوجية فيجب تجنبها بضعة أيام عقب العملية واستشارة الطبيب في أنسب وقت حتى لا يكون هناك أي مضار متوقعة.
اضرار استئصال المثانة
يعد استئصال المثانة حل جراحي فوري للقضاء على الخلايا السرطانية التي تهاجم تلك المنطقة، وكما أن تلك العملية تحل مشكلة شديدة الخطورة فهي أيضًا يصاحبها مخاطر وأضرار واردة الحدوث ولكن ليس بمعدل كبير، ومن تلك الأضرار المصاحبة لعملية استئصال المثانة ما يلي:
- تعرض الجهاز البولي إلى أحد أنواع الالتهابات التي بعضها يمثل خطورة إذا لم يتبع حدوثه علاج مناسب.
- تعرض المريض إلى جفاف ملحوظ في الحلق وهذا الضرر لا يرتبط بالعملية بشكل مباشر وإنما هو يخص التخدير.
- تعرض الحالب إلى حالة من الانسداد التي تلحق أحد الأنابيب الخاصة به مما قد يتسبب في احتباس بولي خطير.
- انتشار العدوى سواء بشكل سطحي في مناطق الجرح أو داخليًا وهذا النوع الأخير أكثر خطورة ويجب الإنتباه إلى أعراضه التي مثل الحمى وغيرها.
- حدوث تجلط في أحد الأوعية الدموية في أي منطقة بالجسم أو على النقيض الإصابة بنزيف غير طبيعي أثناء الإجراء الجراحي أو عقبه مباشرةً مما يتطلب أخذ الاحتياطات الطبية اللازمة لتجنب حدوث مثل تلك الأمور.
- تعرض المريض إلى أحد النوبات المفاجئة للقلب على غير العادة والمتوقع وفي الغالب تمر النوبة بسلام إذا تلقى المريض العناية الطبية العاجلة والمناسبة.
- ومن الأضرار التي يندر التعرض لها ولكن احتمالية حدوثها موجودة أن يتعرض الخاضع لعملية استئصال ورم المثانة إلى الوفاة أثناء العملية أو عقب الخروج منها بشكل مباشر.
معدل نجاح عملية استئصال المثانة
من خلال الواقع الطبي وعبر متابعة الحالات المرضية التي خضعت إلى عملية استئصال المثانة تم الإشارة إلى كون هذا النوع من عمليات الاستئصال يحظى بنسبة نجاح يمكن تقديرها بمعدل 90% وذلك بالنسبة إلى من يخضع إلى استئصال جزئي وليس شامل للمثانة، كما أن نسبة النجاح تلك تخص العمليات من الدرجة أو المرحلة الأولى.
أما عن الدرجة الثالثة من المرض فإن النجاح يصل إلى 60% فقط، وفي النهاية تقدير معدل نجاح العملية في الغالب أمر يرجع إلى الطبيب المتابع لحالة ورم المثانة والمطاعم على الفحوصات والتحليلات الخاصة بالمريض، إذ تختلف كل حالة سرطان مثانة عن الأخرى.
هل السونار يكشف سرطان المثانة؟
بالطبع السونار من الوسائل الطبية التي يستعان بها من أجل استكشاف وفحص المثانة والتعرف على ما إذا كان به أمر غير طبيعي مثل الورم السرطاني أم لا، كما يمكن للطبيب أن يتعرف على مقدار حجم هذا الورم وإذا كان من النوع سريع الانتشار الذي يمتد إلى باقي الأعضاء الخاصة بجسم الإنسان أم لا، كما أن موقعه يكون شديد الوضوح عبر السونار
هل تحليل البول يكشف سرطان المثانة؟
هل من طرق اكتشاف وجود خلايا سرطانية في المثانة هو إجراء تحليل بول؟ نعم يمكن أن يستدل على وجود سرطان المثانة من خلال تحليل البول وقد يأتي الأمر بمحض الصدفة دون أن يكون المريض متعمد لإجراء هذا التحليل، إذ في العادة لا يصاحب سرطان المثانة اعراض خاصة الأمر الذي لا يستدعي الفحص والكشف الطبي، ويعتبر تحليل البول الذي يكون به سائل البول وردي اللون نتائجه المتوقعة تميل إلى وجود سرطان مثانة.