ما هي أعراض فشل عملية الرباط الصليبي ؟
الرباط الصليبي هو أحد أهم الأربطة في جسم الإنسان، إذ من خلاله تظل عظام الركبة مستقرة ومتماسكة معًا في مكانها وهناك رباط أمامي وآخر خلفي، وفي لحظة نتيجة حركة خاطئة أو سقوط مفاجيء قد يتمزق ذلك الرباط الأمر الذي يتطلب في بعض الأحيان إجراء عملية جراحية، فما هي تلك العملية وهل هي قابلة للفشل، وما مدة الشفاء منها والعودة إلى الحياة الطبيعية، كثير من الأسئلة حول هذا الموضوع سوف نوضح إجابتها عبر المقال التالي.
مشاكل ما بعد عملية الرباط الصليبي
هناك بعض الأشخاص الذين يشكون بعد عملية الرباط الصليبي من استمرار الشعور بالألم دون توقف معهم، قد يدوم الألم فترة طويلة لكنه حتمًا سوف يزول، ولكن في حال عدم حدوث ذلك بل على النقيض يشتد فإن الكشف الطبي والفحوصات هي الحل المتاح أمام المريض للتعرف على أبعاد المشكلة.
كما أن هناك من يخضع إلى العملية وفي ذهنه صورة رائعة لمعاودة الحياة، كما كانت عليها والمشي والحركة بسهولة إلا أنه يفاجأ بوجود مشكلة في الحركة وتعثرها وصعوبة في تحريك الركبة، والحل هنا هو المواظبة على العلاج الطبيعي وانتظار تماثل للشفاء وفي حال عدم تغير الوضع فربما حدث تمزق مرة أخرى في الرباط الصليبي، وعلى الطبيب أن يقرر العلاج الأمثل للحالة.
اسباب فشل عملية الرباط الصليبي
أحيانًا نسمع جملة فشلت العملية ولابد من التدخل الجراحي مرة أخرى، فما حقيقة هذا الأمر؟ إن عملية الرباط الصليبي في حد ذاتها من العمليات شديدة الدقة والتعقيد إلا أنها في الغالب تحقق نجاح مؤكد، ويعود المريض إلى ممارسة حياته والتحرك كيفما شاء مرة أخرى، ولكن في بعض الحالات يكون الفشل مصاحب لتلك العملية وذلك للأسباب الآتية:
- عدم وضع الرباط الصليبي الجديد في موضع صحيح مما يمكنه من القيام بعمله بسهولة، إذ أن اختيار المكان الخاطئ يؤدي إلى تعرض الرباط لعدم الثبات وكذلك الإطالة التي تمنع استقرار عظام الركبة في مكانها.
- استعجال المريض على الحركة والمشي بعد العملية مباشرة قد يؤدي إلى انتكاسة وربما التواء أو تمزق جديد في الرباط.
- عند الترقيع لا يوفق الطبيب في اختياره بخصوص نوع الرقعة، وهو أمر مرهون بمدى براعة الطبيب وخبرته في هذا المجال.
- إصابة الرباط بنوع من العدوى عقب العملية أحد الأسباب القوية التي تجعل الرباط الصليبي يفشل في القيام بالدور الخاص به. مشاكل ما بعد عملية الرباط الصليبي
نصائح بعد عملية الرباط الصليبي
بعد الجراحة لابد من الالتزام بالمواعيد الخاصة بالمتابعة مع الطبيب المشرف على العملية بالإضافة إلى القيام بكل تمارين التأهيل التي يصفها طبيب العلاج الطبيعي لعودة الركبة إلى العمل بشكل طبيعي مرة أخرى، كذلك لا يجب إهمال كمادات إزالة التورم وعدم ترك العكاز أثناء المشي أو الوقوف حتى يسمح الطبيب بذلك، وهذه باقة أخرى من النصائح المهمة:
- رفع الساق أثناء النوم أو الجلوس أمر هام للتخفيف من التورم وذلك خلال أول أسبوع بعد العملية.
- عدم الإسراف في تناول الأدوية المسكنة وذلك لأنها باب مفتوح نحو الإدمان المخفي وسوف يصعب الاستغناء عنها فيما بعد.
- الغذاء المتكامل الصحي ضروري عقب أي عملية وليس عملية الرباط الصليبي فقط.
- التغيير على الجرح واستخدام الشاش المعقم الذي يوصي به الطبيب لمنع حدوث أي عدوى.
- النوم والاسترخاء عاملان أساسيان في مرحلة الامتثال السريع للشفاء.
طريقة النوم الصحيحة بعد عملية الرباط الصليبي
قد يحتار المريض في كيفية النوم بشكل غير مؤلم وغير مضر بالعملية، إذ أن أنسب وضع هو الاستلقاء على الظهر وترك الساق مرفوعة عن الجسم بعض الشئ إذ يمكن رفعها بزاوية توافق 45 درجة، ومن الضروري عدم وضع ما يعوق الركبة أو ساق ويمنع راحتهم من وسائد، إذ أن تلك الوسائد يمكن استخدامها أسفل الساق وليس في جوانبها.
متى امشي بعد عملية الرباط الصليبي؟
أما بالنسبة إلى المشي فإن المريض قبل أن يخرج من المستشفى يكون استند على عكازه وتحرك بدون اتكاء بشكل بطيء وحذر ولكن بعد مرور الأسبوع أو أكثر يسمح للمريض بالحركة أيضًا باستخدام العكاز، أما عن المشي بدون أي وسيلة مساعدة فهو يتوقف على عزيمة المريض الذي يتبع البرنامج التأهيلي للركبة ويواظب على كل ما طلبه من الطبيب فسوف تعود الركبة إلى نشاطها سريعًا ويكون المشي أكثر سهولة.
كم يستمر الألم بعد عملية الرباط الصليبي؟
من الطبيعي والمتوقع أن يصحب العملية شعور بالألم ويستمر هذا الأمر عدة أيام لذا يقوم الطبيب المعالج للحالة بصرف نوع المسكن المناسب لحالة المريض إذ أنه في الغالب يعتمد الأطباء على أدوية تسكين الألم وأدوية إزالة الالتهاب بالإضافة إلى كريمات التخدير الموضعي في حال اشتداد الألم ولكن جميع تلك الأدوية يجب الحذر عند استخدامها وفق استشارة الطبيب ولا يستمر في تعاطيها فترة طويلة.
مدة الشفاء من عملية الرباط الصليبي
يرجح أن تكون مدة الشفاء المثلى من تلك العملية حوالي ستة أشهر قد تزيد أو تنقص حسب حالة المريض، ولا يعني هذا أن حركة الركبة لا تتم إلا بعد مرور الستة أشهر وإنما يبدأ المريض في تحريك الركبة بشكل تدريجي وبحرص بدءًا من الأسبوع الثاني أو الثالث بعد العملية مع أخذ كافة الاحتياطات واتباع النصائح الطبية بشكل كامل.
كم مدة إجازة عملية الرباط الصليبي؟
تختلف مدة الإجازة وفق الطريقة التي تمت بها عملية الرباط الصليبي حيث أن ترقيع الرباط عن طريق المنظار لا يحتاج إلى إجازة طويلة، إذ يكفي أربعة عشر يوم فقط حيث يتمكن المريض من الحركة بسهولة بعد هذه المدة معتمدًا على الدعامة والعكاز، ولكن إذا كانت طبيعة العمل شاقة أو تحتاج إلى كثير من الحركة فإن الأولى هو أخذ إجازة تصل إلى مدة شهر مثلًا، وهناك حالات لا تتمكن من الذهاب الى العمل إلا بعد مرور شهر ونصف والذي يمكنه تحديد الإجازة حسب الوضع هو الطبيب المعالج.
هل عملية الرباط الصليبي خطيرة؟
العملية في حد ذاتها إذا تمت على النحو الصحيح ليست خطيرة، ولكن كما هو معروف فإن أي تدخل جراحي يحمل معه بعض الخطورة، وبالنسبة إلى عملية الرباط الصليبي تكمن الخطورة في:
- الإصابة بالنزيف أو التهاب منطقة الجرح وتجرثمها.
- حدوث تكتل بالدم أو جلطات وحساسية ضد المادة المخدرة.
- ضيق التنفس الذي يصيب بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى أثناء العملية.
- عدم تماثل الركبة إلى الشفاء التام كما هو مرغوب أو انتكاستها بشكل سيء.
- المعاناة من ألم حاد لا يزول مع الوقت في الركبة وكذلك عدم التمكن من تحريكها بشكل سلس وطبيعي.
هل عملية الرباط الصليبي ضرورية؟
لا يمكن الجزم بمدى حاجة المريض إلى عملية الرباط الصليبي إلا بعد توقيع الكشف الطبي ومعرفة الأعراض التي يعاني منها المريض ومقدار تأثر حركته من إصابة الرباط الصليبي، إذ أن هناك حالات لا ينفع معها علاج سوى التدخل الجراحي وهنا تكون العملية ضرورة لابد منها.
وهناك بعد البنود الأساسية التي يقرر وفق لها الطبيب ضرورة العملية من عدمها، أبرز تلك البنود سن المريض والوظيفة التي يتقلدها هل تحتاج إلى حركة ونشاط أم لا ومدى إصابة الركبة وتضررها وهل يصاحب تمزق الرباط الصليبي إصابات أخرى مثل تمزق الغضروف أم لا، وبناء على كل ذلك يكون قرار إجراء العملية أو بديلها من علاج طبيعي وأدوية وراحة.
بديل عملية الرباط الصليبي
إذا كانت درجة الإصابة من خفيفة إلى متوسطة فإن الطبيب قد يقرر عدم الحاجة إلى إجراء تدخل جراحي، ويكون علاج الرباط الصليبي من خلال تمارين رياضية خاصة للغاية، وبرنامج تأهيل موضوع بدقة على يد طبيب فيزيائي ماهر في عمله ومع المواظبة على هذا الأمر، وفي نفس الوقت المتابعة مع الطبيب والالتزام بالغذاء المتوازن وأخذ المسكنات وقت الحاجة سوف تتحسن الركبة بشكل ملحوظ، وإذا لم تستجيب لأي من تلك الطرق السابقة في العلاج فهنا لا مفر من إجراء عملية الرباط الصليبي.
التخدير في عملية الرباط الصليبي
بالنسبة إلى التخدير فإن مكان العملية يسمح بالتخدير النصفي وكذلك الكلي، ويفاضل بينهم الطبيب أو يخير المريض حسب رغبته إلا أن هذه العملية الدقيقة لا يصلح معها التخدير الموضعي اطلاقًا، وبالعودة إلى التخدير النصفي فهو أصبح الأكثر انتشارًا هذه الآونة في مختلف العمليات الجراحية لأنه يوفر مقدار أعلى من الأمان عن نوعية التخدير الكلي.
وفي عملية الرباط الصليبي يتم حقن كمية المخدر اللازمة للعملية في الفقرات أسفل العمود الفقري أو ما يعرف بالفقرات القطنية حيث القناة الشوكية، ومن خلال هذا النوع من التخدير يتم تخدير النصف السفلي فقط من الجسم أما أعلى الجسم فلا يتأثر بالمخدر مما يجعل المريض على وعي تام دون مشاكل في التنفس أو الضغط ودون حدوث مضاعفات التخدير التي كانت تنال من البعض في التخدير الكلي.
العلاقة الزوجية بعد عملية الرباط الصليبي
أنسب وضع من أجل ممارسة علاقة زوجية آمنة وغير مفسدة لعملية شفاء الركبة هو الوضع الجانبي، ويجب الحرص أثناء ذلك على أن تكون الجبيرة أو الدعامة الطبية الخاصة بالركبة مثبتة في مكانها كنوع من الحماية ويجب أن لا تلامس الساق المصابة سوى ناحية السرير الفارغة، كما يمكن أن يمارس الشخص المصاب العلاقة الزوجية وهو في وضع الجلوس مع الحرص على عدم تحريك الركبة المصابة بلا داعي.
الورم بعد عملية الرباط الصليبي
هناك بعض الحالات التي تعاني بعد عملية الرباط الصليبي من وجود ورم في منطقة الركبة، هذا الورم في الغالب أمر متوقع بعد عملية دقيقة مثل تلك، ولكن في حال لم يرافقه أعراض أخرى تثير الشك، وفي حال كان الورم وحده هو العرض المزعج للمريض فمن الممكن التخلص منه عبر كمادات المياه المثلجة التي ينصح بها الأطباء، وفي حال استمرار الورم وعدم صرفه لابد من استشارة الطبيب، إذ أن الورم المصاحب للالتهاب أو الناتج عن وجود مادة ما لزجة داخل الركبة أمر يتطلب فحوصات وتحاليل الدم المختلفة التي يطلبها الطبيب للتأكد من عدم وجود تجلط أو أي أمر آخر مقلق.
بذلك نكون عبر المقال السابق تحدثنا عن كل ما يخص عملية الرباط الصليبي من خطورة وإمكانية فشل أو إخفاق، كما وضحنا مضاعفات العملية ومتى تكون هامة ومتى يمكن الاستغناء عنها واستخدام بدائل أخرى من أجل العلاج، وفي النهاية نوضح أن بفضل التقنيات الحديثة وتطور أسلوب التخدير وأسلوب إصلاح تمزق الرباط الصليبي جراحيًا سواء كان عن طريق المنظار أو الجراحة العميقة أصبحت هذه العمليات ناجحة للغاية وشائعة في علاج تصلب الركبة.