تفاصيل عن عملية استئصال ورم من النخاع الشوكي
ورم النخاع الشوكي من الأورام الخطيرة التي تتشكل داخل القناة الشوكية وله أسماء أخرى مثل تورم الجافية، كما أن أورام النخاع متعددة منها ما يكون داخل النخاع بالفعل ومنها ما يكون خارجه، ومن الحلول الفورية والقاطعة للتخلص من هذا الورم هو الخضوع لعملية جراحية متخصصة من أجل استئصال ذلك الورم والتخلص من أعبائه ومخاطره التي قد تصل إلى تلف الحبل الشوكي وربما الوفاة.
إجراءات عملية استئصال ورم من النخاع
إن اللجوء للجراحة كحل مثالي للتخلص من ورم النخاع الشوكي أمر مجدي للغاية في حال ظهر هذا الورم في منطقة خارج النخاع وليس داخله إذ أن الورم الخارجي يتم إزالته دون أي أضرار أم الداخلي فقد يتسبب في مشاكل لا يزول أثرها مدى العمر وتؤثر على مجرى حياة الفرد، وعند الحديث عن إجراءات عملية استئصال ورم من النخاع نجدها كالتالي:
- تجهيز المريض للعملية الأمر الذي يتطلب أشعة تشخيصية ومجموعة من التحاليل الطبية المختلفة وفي حال كانت العملية سوف تؤذي بالفعل العمود الفقري يجب التمهيد باحتمال وجود مضاعفات متوقعة الحدوث.
- التخدير الكلي الذي يسبق العملية والذي يكون بعد قياس ضغط المريض وقياس نسبة السكر والتأكد من عدم وجود ما يمنع التخدير.
- البدء في العملية والتي يختلف شكل إجراؤها بناء على مكان الورم في النخاع الشوكي فإذا كان من الخارج فيتم إزالته بالكامل.
- أما إذا كان داخل قناة النخاع الشوكي فقد يكون الأولى إزالة بعض الفقرات للتخفيف من ضغط هذا الورم أو إزالته ولكن يحتاج هذا إلى حرص بالغ للخروج بأقل الأضرار.
- بعد انتهاء العملية يتم تقفيل الجروح ووضع الضمادات اللازمة ونقل المريض إلى غرفة الافاقة حتى الاطمئنان عليه ورجوع الوعي إليه ثم نقله إلى الغرفة الخاصة به داخل المركز الطبي أو المستشفى.
ما بعد عملية استئصال ورم من النخاع
بعد الانتهاء من إجراءات العملية وعقب عودة المريض إلى الوعي أول ما يشعر به هو ألم شديد في منطقة العمود الفقري، هذا الألم يتطلب مسكن قوي تقوم إحدى الممرضات بإعطائه له بناء على توصية من الطبيب.
كما يخضع المريض إلى الراحة التامة في الأيام الأوائل داخل المستشفى ومن ثم يبدأ متخصص العلاج الطبيعي في بدء رحلة أخرى من العلاج معه من أجل التمكن من الوقوف على قدميه والرجوع إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى.
مضاعفات بعد العملية
إن إجراء استئصال ورم من النخاع الشوكي أمر ينطوي عليه وجود عدة مضاعفات يتوقع حدوثها ولكنها ليست بالضرورة أن تحدث عقب كل عملية وإنما نسبة حدوثها بسيطة، ومن أبرز تلك المضاعفات ما يأتي:
- حدوث ضغط على منطقة الأعصاب الشوكية الأمر الذي يؤدي إلى أكبر الضرر بالحركة إذ يحدث شلل كلي أو بنسبة جزئية فقط.
- حدوث إلتهاب في منطقة الجرح الأمر الذي يؤدي إلى خطورة كبيرة على حياة الإنسان.
- مثل أي عملية جراحية قد تؤدي تلك العملية إلى حدوث نزيف يمكن التحكم فيه إذا سارع المريض بطلب التدخل الطبي.
- قد تؤدي العملية إلى تلف في بعض أجزاء النخاع الشوكي وهو ما يؤثر على التمكن من المشي.
نسبة نجاح عملية ورم النخاع الشوكي
نسبة نجاح تلك العملية الدقيقة والتي تتم في مكان حساس وهام للغاية في الجسم متوقفة على مدى شدة التورم والموقع الذي يحتله في النخاع الشوكي فهناك أورام يتم إزالتها ولا تترك أي أثر أو مضاعفات بينما هناك أورام أخرى تؤثر على النخاع الشوكي وتتسبب في تلفه وتضرره بدرجات متفاوتة من شخص إلى آخر.
لذلك يجب سؤال الطبيب عن الحالة بشكل خاص والتعرف على المضاعفات المتوقعة الحدوث حسب وضع المريض، فليست كل المضاعفات التي ذكرناها في الاعلى يجب أن تحدث بالفعل ولكن الأمر متفاوت من شخص إلى آخر ومهارة الطبيب عامل كبير من أجل تجنب تلك المضاعفات قدر المستطاع.
أعراض الورم الحميد في النخاع الشوكي
هناك أعراض تأتي مصاحبة للورم الكائن في النخاع الشوكي وهذه الأعراض كما تم ملاحظتها فإنها تظهر بشكل بطيء للغاية مع مرور السنوات وليست عقب الإصابة مباشرة مما يجعل اكتشاف بعض حالات المرض يتم اكتشافها في وقت متأخر، ومن أبرز تلك الأعراض ما يأتي:
- الشعور بألم واضح في الظهر وهذا يحدث بفعل ضغط الورم على النخاع والعمود الفقري.
- الشعور بوجود تنميل في أجزاء متفرقة في الجسم وخصوصًا الأطراف.
- اضطراب عمل المثانة وعملية الإخراج ويحدث هذا كنتاج طبيعي للضغط الحادث بالورم الذي يؤثر بدوره على بعض العضلات ومنها عضلات الأمعاء والمثانة بشكل خاص.
كم يعيش مريض سرطان النخاع الشوكي؟
إذا تم علاج الورم الخبيث الواقع في النخاع الشوكي وإزالته عبر إجراء عملية جراحية شديدة التخصص فإن من المتوقع أن يستكمل المريض حياته بشكل ناجح ولكن في بعض الحالات يكون هناك أضرار مصاحبة لنجاح العملية مثل وجود معوقات دائمة في المشي نتيجة تضرر العمود الفقري.
وأي كانت شكل وصورة نجاح العملية فهي بالطبع لن تؤثر على عمر الإنسان إلا في حال فشلها وإلا يستكمل المريض حياته بشكل طبيعي إلى أن يأتي الأجل، فهو يتمكن من العيش لسنوات بدون أي خطورة على الحياة وإنما مع وجود بعض التماشي مع مشاكل صحية أخرى.
هل سرطان النخاع مميت؟
إذا تم التدخل الطبي بشكل متأخر للغاية سواء كان عن طريق التدخل الجراحي أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي وغيرها من طرق العلاج المختلفة المتعارف عليها من أجل التخلص من سرطان النخاع الشوكي، فإن هذا التأخر سوف يكون سبب في فشل العلاج وربما وفاة المريض في بعض الحالات، لذلك فإنه حال وجود أقل شك بوجود ورم ما في النخاع يجب الإسراع في اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة، وذلك من أجل تجنب أي مضاعفات خطيرة متوقعة الحدوث في المستقبل وعدم تأثر النخاع الشوكي والعمود الفقري وبالتالي تأثر حركة المريض.
نسبة الشفاء من سرطان النخاع
إذا نظرنا إلى الأبحاث الطبية والاحصائيات التي أجريت بخصوص نسبة الشفاء من سرطان النخاع نجد أنها وصلت مع التقدم الطبي إلى حوالي 90% وهي نسبة تبرهن على مدى نجاح علاج هذا المرض على مستوى العالم وداخل مصر.
وهذه النسبة تنطبق على جميع أنواع سرطانات النخاع الشوكي إذ نجد أن هناك ورم خبيث يبدأ بالنمو الفعلي داخل العمود الفقري ونوع آخر يكون متواجد بالفعل في أحد أعضاء الجسم ومن ثم ينتقل بشكل تدريجي إلى العمود الفقري ويبدأ من التمكن التام منه وإلحاق الضرر به إذا لم يتم علاجه وإزالته بأي شكل من الأشكال.
في النهاية نوضح أن المواظبة على الكشف الطبي الدوري أمر ضروري للغاية خصوصًا لهؤلاء الأشخاص الذين تخطوا عمر الأربعين وذلك من أجل اكتشاف أي مشاكل صحية وخصوصًا الأورام الخبيثة التي قد تصيب الإنسان بدون ظهور أي أعراض في البداية، فكما أوضحنا فإن أعراض سرطان النخاع قد لا تظهر إلا في الحالات المتأخرة وهذا ما يجب تجنبه حتى يكون العلاج أيسر وأسهل.